السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اهلا بيكم مرة تانية … معاكم شريف حربي … ودا ايجينكس توكس بودكاست
كام واحد فينا كان مستني اللحظة دي .. اخيرا هتخرج بعد كل السنين دي 16 – 18 سنة تعليم والمفروض ان دي تبقي من اكتر اللحظات المميزة في الحياة
وقد ايه هي بتعبر عن فرحة شخصية وفرحة للأهل وكل اللي حوالينا اللي كانوا حاطين فينا امل وطموح … بس فالحقيقة اليوم دا كان مختلف بالنسبالي؟
مكنتش مبسوط ولا حاسس بفرحة التخرج او اني عديت اهم 4 سنين في حياتي ساعتها يعني
وبالعكس كنت محبط ومدايق وحاسس بضيق في صدري وبدون سبب يا ترا ما هذا؟!
اكتئاب ما بعد بلوغ الهدف … أو اكتئاب ما بعد التخرج في حالتنا دي
هو شعور بالإحباط وعدم الرغبة او الطموح للوصول لوظيفة او مسار وظيفي معين
بتحس انك تايه مخنوق ومحبط .. خايف وقلقان مش قادر تعمل حاجة ولا حتي تقوم من السرير
مع انك كنت مخطط هتعمل ايه بعد لما تخلص امتحاناتك او الجيش بتاعك هتروح جيم وتخرج وتسافر وتاخد كورسات وتطور نفسك و و و ولكن …
بتبدأ تدخل دوامة من التفكر في المستقبل وبتحس ان الوقت بيعدي وبتشوف زمايلك او صحاب اشتلغوا وانت لسا في مكانك
لا مش انت لوحدك ودي حالة بتيجي لمعظم الشباب بعد التخرج
ودا بسبب انك بقالك كام سنة في تراك مسار هو اللي بيحدد حياتك ويعتبر نظام كله ماشي فيه عذرا يعني (زي القطيع) كل حاجة متحددالك تذاكر امته تمتحن امته تاخد اجازة امته وهكذا
فانت اتعودت علي عقلية الطالب والسنة الدراسية المتنظمة اللي فيها جدول والديدلاين صغير مجرد تيرم او سنة
فبتفكر انا بقالي سنين بتعلم وبعدين دخلت كلية معينة وتخصصت في مجال معين وسهرت أيام وليالي وتبعت
لكن دلوقتي المفروض بتبني انك حياتك وبتخطط لمستقبلك اللي هو مش مجرد سنة بل عشرات السنين لو ربنا ادنيا العمر
ووالمفروض انك تعمل نظام وتقرر امته تطور نفسك وامته تقدم علي شغل امته تاخد اجازتك وهكذا
طب انا هعمل ايه دلوقتي انا مقسم حياتي علي سنين الدراسة وجداول المواد في الترم وطموحي كان اني اتخرج بس دلوقتي اديني اتخرجت ف ايه؟ قلقان وخايف من المستقبل ومش شايف طريق واضح
والشعور دا ممكن يبدأ معاك بعد اسبوع شهر او كام شهر وفيه ناس زيي مثلا اول ما خلصت الامتحانات او وانا بمتحن اخر امتحانات ليا بدأت اشعر بضيق في صدري ومستغرب نفسي المفروض حاليا اكون مبسوط وفرحان اني اتخرجت؟!
ومكنتش عارف السبب واظن دا بسبب الاوفر ثينكنج التفكير الزائد عن اللازم اللي بيحصل في عقلك اللاواعي
سواء انت مش لاقي شغل – سواء انت لسا بتاخد من اهلك فلوس عادي ..
ولو بدأت الخطوات دي هيبدأ الشعور دا يخف لغاية ما يزول خالص وتبقي جاهز للدخول في سوق العمل
قاعدة مهمة جدا المشاعر الايجابية دي بيولدها السعي نحو الهدف وليس الوصول للهدف
وكان هدفك انك تتخرج وفي رحلة التخرج انت حاسس بشعور جيد وانجاز ولما بتجيب درجات اكتر بتحس بشعور افضل ولكن لما بتوصل للهدف مش بتحس بحاجة
فالاستنتاج من الكلام دا ان لما بتحس بمشاعر سلبية دا بسبب انك مش بتمشي اتجاه هدفك وقد يكون لسا انت محتار تختار الهدف اصلا
الهوية هويتك طالب بكالوريوس دبلومة ماجستير دكتوراه ايا كان فبعد ما بتتخرج وتخلص هويتك دي بتموتك
قبل التخرج لما حد بيسألك انت بتعمل ايه دلوقتي يا شريف انا لسا بدرس والله وممكن بتعمل حاجات كتير جنبها ولكن دا عذرك الوحيد عن انك تعمل حاجة في حياتك انك منشغل انك تخلص شهادة مهمة جدا في مجتمعنا
طب بعد ما بتتخرج ممكن يكون عندك جيش مثلا فلسا في هدف عاوز توصله وانك تخلصه
طب لما تخلص الجيش وهيسأل بتعمل ايه دلوقتي؟
لا مش بعمل حاجة …. هنا بقي المشكلة لازم يكون عندك هدف في الحياة مش المرحلة دي بس لا كل مراحل حياتك
لازم يكون عندك رؤية واضحة لحياتك واهداف وحاجات عاوز توصلها واكتر من شئ واحد
ولازم يكون شئ قابل للتحقيق علشان متخدش وقت كبير وتفشل انك توصله فهترجع لنفس الدوامة
خلي الاهداف بسيطة وصغيره
مثال انا عاوز اخلص كورس كذا في مجال كذا وعاوز اطور الانجليزي اخلص كورس واحد واثبت معاد محدد وقليل لكن مستمر لللغة الانجليزية
لازم تبقي منشغل بحاجة لما بتبقي فاضي بتفكر والشيطان بيصورك الافكار البعيدة والمستحيلة فقط
انما الحاجات الصغيره بيعميك عنها مع ان الحاجات الصغيرة دي اللي هتوصلك للهدف الكبير
لازم تتفكر ان هويتك كطالب انتهت وحاليا بتبني هوية جديدة كباحث عن عمل كمطور لذاتك ومهاراتك وحياتك بشكل عام
حط لنفسك وقت كفاية ممكن تقعد شهر 3 او 4 شهور او حتي سنة مش لاقي شغل وممكن ربنا يسهلك وتتلاقي شغل تاني يوم سواء في مجالك او مش في مجالك بس المهم انت شغال بتطور نفسك
طب ليه الشرح والمقدمة الطويلة دي
بص يا عزيزي المستمع لمجرد انك تعرف ان دا حالة طبيعية بيعاني منها معظم الشباب فاتمني انك تكون فهمت واستوعبت الحالة دي فممكن دلوقتي بدأت تبقي احسن ولو لسا تعالي نشوف ازاي هنحاول نحل المشكلة دي بشكل بعملي وبخطة تمشي عليها
1- الصحيان بدري
كنت بتصحي بدري كل يوم عندك مدرسة – كلية عندك درس – محاضرة ففهي حاجة بتصحي علشانها
لكن دلوقتي تصحي بدري ليه؟ لازم تصحي لهدف معين وتاسكات ومهارات بسيطة يوميا
وافتكر انتهت هويتك كطالب وليس كعبد لربنا وكصديق وكفرد من عائلة وليك اقارب لازم متنساش الحاجات دي وتقوم بيها كالسابق او لو مكنش فيه سابق تبدأ تراعيها في الفترة دي لانه قد يكون صعب مستقبلا
وببساطة الحل انك تعمل حاجة .. مجرد التفكير مش هيوصلك لحاجة الا لو بدأت تنفذ التفكير دا
doing is better than thinking
طب ازاي تقدر تتغلب علي حاجة زي دي
نقطة للتوضيح انا هقولك الحل اللي بحاول اعمله مش اللي وصلتله لاني حاليا بعيش معاك المرحلة دي
طب الحل اطلع من الدوامة دي ازاي
اول حاجة لازم تستشعر النعم اللي حواليك وتحمد ربنا وتبدأ تبعد تفكيرك عن المقارنة بحد
تحط هدف بعيد انك مثلا تلاقي شغل واهداف صغيره يومية او اسبوعية انك تبدأ في كورس معين وتطور لغتك وتطور مهاراتك وتقدم علي فرص شغل
وكلمة السر هي التجربة دي فترة للتجربة (وممكن متلاقيهاش تاني فحياتك)
اخرج
روح الجيم ولو مرة
افتح الكورس اللي عاوز تبدأ فيه وخد اول فيديو
انزل تدريب حتي لو بدون فلوس حتي لو مكان بعيد ولو عندك قدرة
من المشاكل الي قد تواجه بعضها
هو ان الروتين اتكسر مفيش حاجة تعلمها بشكل يومي مستمر هتبدأ تزهق وتحس بفرغ
أو العكس تبدأ تفقد الشعور بالإحساس بالوقت وتلاقي اليوم بيطير ومش بتعمل فيه حاجة وبتحاول جاهدا انك تركز بس اليوم مش بيكفي ودا لكثرة المشتتات وهنتكلم عليها في حلقة تانية بإذن الله
وبردو هيكون عليك ضغط كبير أنك تختار لان الاختيارات غير محدودة في طرق كتير تمشي فيها هل ابدأ اذاكر واتعلم اكتر في مجالي ولا نشوف مجال البرمجة والمستقبل ولو انت مجالك البرمجة انا لازم ابقي فاهم بزنس تعالي نشوف ازاي اعمل مشروع وهكذا محدش بيركز فمجاله مع ان التخصص دا ممكن يقويك اكتر وطبعا ولا شك انك تعرف في كذا مجال حاجات بسيط دا شئ كويس ولكن مش وقت ركززز علي هدفك
وبردو فقدان الاحساس بالإنجاز مش حاسس انك بتعمل حاجة مع انك خلصت كورس واتنين بس انت مش حاط لنفسك محطات واهداف صغيره لما توصلها تعلم علي الورقة اللي عالحطية او علامة صح في النوت بوك بتاعتك او ال To-do-list
وحاجة صعبة جدا بردو وهي انك بتفقد الشعور بالمسؤولية او مش بتحس بمسؤوليتك اتجاه حاجة لان المسؤولية اختلفت ودلوقتي عليك مسؤوليات كتير صعبة
الظروف
المنافسة كبيرة وقلت الفرص والفرص اللي بتلاقيها بيكون فيها متطلبات انت لسا مش جاهز ليها
واتكلمت الحلقة اللي فاتت عن 9 حاجات تساعدك انك تحصل علي خبرة ومعرفة وتكون مؤهل انك توصل لفرصة احلامك
طيب شوية حلول هو كله مشاكل مشاكل؟
- الوعي والإدراك وعلم جنبها تشيك صح (انت فهمت المشكلة)
- التقبل: ان دي فترة وتعدي والهدف انك تقللها مش تلغيها لانك لازم تمر بيها وتديها حقها تهدا وتركز وتطلع افكارك سواء ايجابية او سلبية في ورقة
- تقبل مشاعرك مهم جدا تتقبل مشاعرك واحساسك بالخمول وان طاقتك قليلة
- استعد بالاحاجات اللي قولناها وكمان الحلقة اللي فاتت هتساعدك جدا في مسارك نحو وظيفتك
شوية نصائح عالسريع هي بسيطة ولكن مؤثرة جدا جرب اودعيلي
اخرج – رتب اوضتك – دور علي منتور (مرشد مهني) – خد اجازة من السوشيال ميديا – متقارنش نفسك بحد – اعمل روتين ليومك – ابعد عن التفاهة – متبالغش في التاثير من رفضك من الانترفيوز – ابعد عن التفاهة – تذكر ان ما تمر به لم يدوم – قرب من ربنا
بعد كل الكلام دا لازم ااكدلك ان الموضوع مش سهل والالتزام مش سهل ترك التفاهة وتضيع الوقت مش سهل
ولكن مش مستحيل مهما كنت مسحول في الدنيا تقدر توقف حالا وتكتب قدامك في ورقة انا هتغير وهعمل كذا وكذا ومتوقفش واوعدك هتلاقي شغل يناسبك وهتلاقي فرص كتير وتختار مابنهم بإذن الله
وطبعا في الحلقة اللي فاتت اتكلمنا عن الفرصة بتيجي الاول ولا الخبرة حلقة مهمة جدا لازم تسمعها وتلخصها وتبدأ حالا علشان المنافسة صعبة
وفي النهاية لازم تركز علي صلاتك وتدعي ربنا يحسن لك احوالك وتخلي اهلك يدعولك دا لو مش بالفعل بيدعولك علشان ربنا يعينك الاوضاع الاقتصادية صعبة فربنا يعينا ويعين كل خريج
ومتخليش حد يقولك ان دي فترة وتعدي كدة كدة هتعدي ولكن دي فترة مهمة وادي كل فترة حقها
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿ اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ ۖ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا ۖ وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ ۚ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ﴾
التفسير: اعلموا -أيها الناس- أنما الحياة الدنيا لعب ولهو، تلعب بها الأبدان وتلهو بها القلوب، وزينة تتزينون بها، وتفاخر بينكم بمتاعها، وتكاثر بالعدد في الأموال والأولاد، مثلها كمثل مطر أعجب الزُّرَّاع نباته، ثم يهيج هذا النبات فييبس، فتراه مصفرًا بعد خضرته، ثم يكون فُتاتًا يابسًا متهشمًا، وفي الآخرة عذاب شديد للكفار ومغفرة من الله ورضوان لأهل الإيمان. وما الحياة الدنيا لمن عمل لها ناسيًا آخرته إلا متاع الغرور.
وبس كدة
شكرا لاستماعكم واتمني تكونوا استفادتكم